ثمانية عشر عاما..
مسيرة ممتدة في عالم التألق والنجاح، مسيرة عرفت شرط الأصالة وضرورة التجدد .. أحكم التوازن الصعب... فكان أهم عوامل معادلة النجاح الدائم حيث استطاع تحقيق معادلته الخاصة بـاغنية شبابية لا تفقد هويتها.. يحب التحدي ويمتهنه .. ولكنه، إذ يتحدى، لا يتحدى إلا نجاحه بنجاح اكبر .. وإبداعه بإبداع جديد اكثر تميزا وألقا. أحب الغناء .. وسار دربه الشائك متسلحا بإيمانه وثقته وموهبته، حتى وصل لنجومية لا ينافسه عليها أحد، ويشهد لها الجميع حبا كبيرا وتقديرا لموهبة نادرة وإحساس مرهف وصوت دافئ وذكاء وقاد.
نال في خطواته الأولى الجائزة الفضية لبرنامج المواهب "استوديو الفن" عن اللون الفلكلوري، الذي انطلق به متقنا لشروط هذا اللون الصعب مساحة في الصوت وحضورا طاغيا على المسرح. ومن هناك بدأ الانتشار في العالم العربي نجما واعدا .. ذو مستقبل زاهر، فقدم مجموعة من الألبومات: بيتك قصر، محلانا سوا سوا، مهر الزينة .. قبل أن يحقق النجومية مع أغنية "وأني مارق مريت" من الألبوم الذي يحمل ذات الاسم.
توالت القفزات الواسعة في عالم الغناء حتى أطلق عليه الاعلامي اللبناني الكبير جورج إبراهيم الخوري لقب فارس الغناء العربي .. لما يتمتع به من أخلاق فروسية وحضور رجولي ولون غنائي مميز اصبح بصمة عاصي الحلاني في عالم الغناء العربي وهو اللون البدوي. حيث قدم ألبومات "يا ميمة" و"أحبك جدا" و"أحلى العيون" و"شوق الصحارى" و"كيد عذالك" و"عطر المحبة"، متنقلا في كل هذه الألبومات بين ألوان الأغنية العربية: فغنى القصيدة الفصيحة واللون الرومانسي والبلدي اللبناني، والإيقاعي السريع، متقنا كل اللهجات العربية حاصدا نجاحات كبيرة وجماهيرية واسعة. ومنتهجا التجدد الدائم أسلوبا. قدم ألبوم "القرار" الذي سجل أرقام مبيعات قياسية وليستمر هذا التجدد والتألق في ألبومه "فرصة عمر" موازنا بين كل الألوان الغنائية حتى أصبح ألبوم عاصي الحلاني حديقة ورود يجد فيها كل الباحثين ما يناسبهم، واستمر صاحب رائعة "يعني ايه" في نهجه فقدم البوم "زغيري الدني" الذي انتهت باصداره حقبة "روتانا" كمنتج وموزع لالبومات عاصي الحلاني. بعد تمسكه بشروط يراها ضرورية لدعم أغنياته ورسالته الفنية، خاصة فيما يتعلق بحصرية عرض الأغاني المصورة.
تناول في غناءه موضوعات متعددة حاملا رؤيته الخاصة ان الفن رسالة اجتماعية وانسانية في المقام الاول: فغنى للحب والعشاق وغنى للوطن والاض .. وغنى للام وغنى مكافحا للجوع والفقر .. وعبر باغانيه عن التزامه القومي وحسه الوطني فغنى لفلسطين ولبنان واطفال العراق فكانت "يكون بعلم الكون النايم" و"قوتنا بوحدتنا" و"جايين" و"صامدون" و"ليل الوطن" و"بعدك ساكت" والقائمة تطول.
غنى الحلاني من كلمات نخبة شعراء الاغنية العربية، إلا ان حصة الاسد كانت للشاعر الغنائي الكبير نزار فرنسيس الذي وصفه في احدى اطلالاته الاعلامية القليلة بانه " توأم روحه". كما غنى للشاعر العربي نزار قباني، والشاعر طربيه رحمه، طوني ابي كرم، غانم جاد شعلان، وسعود الشربتلي، وكريم العراقي، وغيرهم.
قدم فارس الغناء العربي عاصي الحلاني نفسه ملحنا عبر مسيرته الفنية، من خلال مجموعة كبيرة تجاوزت العشرون أغنية، حققت نجاحا كبيرا كأغنية "يا ناكر المعروف" و"أدمنت هواكي" و"ناري وذكرياتي" والرائعة "القرار" و"زغيري الدني" و"ست الستات" و"بيروت عم تبكي". إلا انه اعاد تقديم نفسه كملحن، بقوة، في ألبومه الجديد "دقات قلبي" إذ لحن 6 اغنيات من أغاني الالبوم الاربع عشرة. حيث رأى الموسيقار الكبير ملحم بركات في عاصي الحلاني خليفته في التلحين، وفقا لتصريحات لملحم بركات في برنامج "أكيد أكيد مايسترو" مع الاعلامي البارز نيشان مؤخرا.
حظي بمحبة الجميع، ونال تكريما واسعا أينما حل وارتحل: في البلاد العربية وفي بلاد الاغتراب فكرمه مهرجان الموسيقى العربية الذي نظمته الأكاديمية العربية للموسيقى في دبي كأفضل صوت عربي حي على المسرح 2004، و نال عددا كبيرا من الجوائز: فحصد جائزة الموريكس كأفضل مطرب عامي 2005 و2003، ونالت أغنية (مالي صبر) جائزة افضل أغنية عربية في مهرجان القاهرة الدولي للإذاعة والتلفزيون عام 1999، كما نالت أغنيته (وإن كان عليا) جائزة افضل أغنية عربية مصورة عام 2003. واصبح اسمه ضمان نجاح أي مهرجان، فتسابقت عليه إدارات المهرجانات الكبرى، فشارك في مهرجانات قرطاج (تونس)، ومهرجان ليالي التلفزيون (مصر)، ومهرجان جرش للثقافة والفنون (الأردن)، ومهرجان المحبة والسلام (سوريا) ومهرجان ليالي دبي (الإمارات العربية المتحدة)، ومهرجانات صيف مارينا (مصر) والقرية العالمية (الأردن)، (الجزائر)، . وغنى في أعرق المسارح الأوروبية والعالمية:
وفارس الغناء العربي عاصي الحلاني مشارك فاعل في حملة المنظمة العالمية لمكافحة الفقر والجوع إلى جانب مجموعة من كبار مشاهير وفناني العالم، وقد كرمته كثير من المؤسسات، وعلى رأسها الامم المتحدة، التي اعلنته صديقا لها ومن المتوقع تعيينه سفيرا للنوايا الحسنة لدى الامم المتحدة، التقدير على جهوده المبذولة في دعم المؤسسات الخيرية في العالم العربي خاصة تلك التي تعنى بقضايا الطفولة والمرأة ومكافحة الفقر ونشاطاته الاجتماعية والانسانية المتعددة.
وعاصي الحلاني، المعروف عنه انتمائه العروبي الصادق، (مواليد 28 نوفمبر 1970) رب أسرة حريص أن يمنح عائلته، كما فنه، وقتا كافيا، فهو أب لثلاثة أطفال: بنتان (ماريتا، دانا) وولد (الوليد). ويمتاز بدماثة خلقه ويتسم بالتسامح والطموح الكبير وثقته العالية بنفسه وإحساسه، ويحب التحدي ويعشق الصيد وركوب الخيل .. وتعتبر الفروسية، صفة ورياضة، من أهم ما يمتاز به عاصي الحلاني فارس الغناء العربي.
الأربعاء سبتمبر 15, 2010 12:54 pm
