الفنان عاصي الحلاني
بيروت ـ سليمان أصفهاني
حمل فارس الغناء العربي عاصي الحلاني، منذ بداية مسيرته الفنية مسؤولية الأغنية التراثية. وتحدث إلى "العرب اليوم"عن إنطلاقته، وصولاً إلى سلوكه درب الأغنية الحديثة وكيف استطاع من خلالها تسجيل أهداف مميزة أضافت إلى رصيده الفني الكثير من المعطيات الإيجابية،حيث عرف كيف يترجم هويته تحت الأضواء من دون اللجوء إلى العشوائية في الأداء. وفتح لنا قلبه بصراحته المعهودة..
*هل بدأ الهبوط والإسفاف الفني بالانحسار؟
لا شك أن هناك محاولات كثيرة لتعزيز ذلك الهبوط من قبل البعض الذين يعملون بطرق عشوائية لعدم توفر الإبداع أو الموهبة لديهم، إلا أن الجمهور أذكى بكثير من أن يقبل هذه العشوائية، والفن الجميل وحده القابل للاستمرارية ولا شيء غير ذلك.
*ومن المستفيد من تفشي الفن الهابط؟
جهات كثيرة مستفيدة من الذين يقفون وراء ذلك الهبوط، لكن لا خوف على الذوق العام الذي يعلم جيدا أين الصواب وأين الخطأ، فنحن لم نعد في مرحلة التشتت، وهناك وعي كبير عند الناس، وإذا لاحظت جيدا ستجد أن ألبومات عبد الحليم حافظ وأم كلثوم مازالت تباع حتى هذه اللحظة، وللجيل الشاب، وهو ما يؤكد أن الذوق لم يفسد رغم الانفتاح على الغرب.
*وهل أنت ضد الانغلاق الفني العربي أمام العولمة؟
أنا مع الانفتاح، بشرط ألا يؤثر ذلك على خصوصية الفن العربي، بمعنى أنني أؤيد التطور والتقدم إلى الأمام، إلا أن ذلك لا يعني أن نخسر إحساسنا وإبداعنا وفننا، فيمكن أن تقول أنني ضد الذوبان في أطر العولمة، وبالفعل لا أؤيد القوقعة الفنية.
*وهل تعتقد أن علاقتك بالتراث مازالت وطيدة وبنفس القوة؟
نشأت على التراث، وترعرعت في أجوائه، وليس باستطاعتي أن أخلع هذه العباءة التي توسعت أفاقها وصولا إلى إنجازات مهمة تمثلت في إعادة الجمهور إلى ذلك الفن الجميل الذي تحول إلى موضة لدى البعض.
*لكنك لم تلتزم حرفيا بالتراث، كما أنك أنجزت أغنيات باللهجة البدوية، وتلك المسماة بيضاء؟
من البديهي أن اطور أدائي وتناولي للتراث، ولا أقف فقط عند "الدلعونا والهوارة"، لذا أنجزت أعمال من نفس النكهة وطرحتها للجمهور ولاقت الاستحسان والقبول، وفجأة تحول الأمر إلى عدوى حميدة.
*أغنية "صوت الحدا" شجعت الكثير من الفنانين على الاتجاه في ذلك الطريق؟
هذا أمر مفرح طالما الاتجاه صحيح وليس ملتويا، صدقني لا أغضب من تعميم أي خطوة صائبة وفي الأجواء العامة، المهم هو تحصين الفن الجيد.
*لكن البعض قلدك في ركوب الخيل في الفيديو كليب؟
أين المشكلة في ذلك، هذه المسألة تسعدني كثيرا، فالفروسية ليست لقبا، بل صفة تأتي بعدها المهارة في ركوب الخيل ولبنان كله فرسان.
*هل أنت سعيد بمدرسة الفن والخيل التي أسستها؟
بالطبع هناك قناعة شديدة لدي بأن ما أفعله صحيح، ولولا ذلك لما كان أحد قد سار خلفي، فأنا الحمد لله نجحت في تجربتي.
*من ينافسك الآن في المجال الفني؟
كل طاقة فذة تنافسني، إضافة إلى منافستي لنفسي، لذا تراني اتجه نحو الأفضل، وباتت لدى القدرة على الاختيار الفني الصائب، وفي النهاية هدفي هو إرضاء الناس الذين وضعوا ثقتهم بي.
*هل صحيح أنك تلقيت عرضا لفيلم سينمائي مع الفنانة نجوى كرم؟
لا؛ المسألة ليست صحيحة، ولو كانت حقيقية لتحدثت عنها، فمن المبكر الحديث عن السينما طالما أن العرض المناسب وغير متوفر، فأنا حتى الآن لم أصادف العرض المطلوب بعد.
*لكنك دخلت مجال المسرح؟
أجل؛ حدث ذلك من خلال مسرحية "أوبرا الضيعة" مع كركلا، إضافة إلى مسرحية "زايد والحلم"، ولا شك أن تلك الخطوات كانت مشجعة ومضمونة وتركت بصمة مميزة لدى الجمهور الذين لمسوا مدى تلاحمي مع خشبة المسرح، فأنا أصلا ابن هذا المسرح، وهو أمر لا يقارن مع السينما.
*هل السينما أخطر؟
بالعكس؛ المسرح أبو الفنون، وخطورته في أن الأداء مباشر، وكذلك ردة فعل الناس في السينما يمكن تعديلها، إلا أن المسرح أدائه وردة فعل جمهوره أكثر صدقا.
*فيديو كليب "بارودتي" لفت الانتباه إليه كونه يدل إلى المقاومة، فكيف جاءت فكرته؟
تطرقنا إلى المقاومة في ظل الاحتلال، وكانت الفكرة صائبة من المخرج قيس الشيخ نجيب الذي بلور الرؤية بالكثير من الخصوصية، والأهم أن العمل لاقى استحسان الجمهور.
*البعض اعتقد أنه مدخلا لبطولة مسلسل درامي على وزن باب الحارة؟
لا؛ الموضوع مختلف تماما، ربما الأجواء قريبة من مقاومة الاحتلال، لكنني لم أطرحها كمقدمة للدخول إلى عالم التلفزيون، ولا أهدف إلى ذلك مطلقا.
*أراك لا تشتت تفكيرك كثيرا بين الغناء والفنون الأخرى؟
بالفعل؛ للغناء الأولوية، لذلك فالتركيز يكون على الصوت وليس على الطاقات التمثيلية.
*ولكن الطاقة التمثيلية موجودة في جميع الكليبات التي قدمتها؟
حتى ولو كان الأمر كذلك، فأنا لا أصف نفسي على أنني المطرب والممثل، بل أسعى فقط إلى خدمة أغنياتي المصورة بإحساس خاص جدا، ومنذ بدايتي الفنية كان المحور الدرامي متوفرا في معظم الكليبات التي صورتها، لكن ذلك لم يشتت تفكيري أبدا عن الغناء.
*ابنك الوليد أصبح دائما رفيق إطلالتك في الفيديو كليب؟
يجيب وهو "يضحك"، أجل أحب المسألة، وأتقن دوره جيدا في كليب "بارودتي"، وقبل ذلك كليب "صوت الحدا"، فهو يحب الفن كثيرا، إلا أن دراسته لها الأولوية.
*وهل تعتبره خليفتك فنيا؟
لا أدري؛ فالمسألة عند الله، ولا أجزم بها.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]